لاحت على محياه ابتسامة ماكرة برز من خلالها أسنانه المصفرة التي كنت أعهدها منذ أن تعرفت عليه يزينها سنان ذهبيان في الأمام كان بالنسبة له ثروة يحتفظ بهما ليومه الأسود , رحت انظر إليه بتمعن وهو كما هو على حاله هندامه يفتقد إلى النظافة في داخله جسم ينجرف إلى السمنة المفرطة بادرني وقال : أمازلت في أحلام يقظتك التي دائما ما تعانقها في وحدتك , لقد كان يسبغ أغوار نفسي بعد أن تعددت لقاءاتنا في ذلك المقهى الصغير والقديم الموجود في نهاية الحارة الذي لا توجد فيه إلا خمس طاولات متهرئة ملطخة ببقع الشاي والقهوة.
ما هي الثرثرة التي سوف تسكبها لنا في هذا اليوم ؟
لذت بالصمت ورحت أعاود البحث في الأفكار التي يعج بها رأسي والتي تغمرني بالكآبة أحيانا , اعتصرت ابتسامة جاهدا
فضحك فقلت له وقد أصدت فكرتي وحاولت شيا فشيئا أكبلها لعلها لا تهرب من ذاكراتي ماذا عساي أن أقول لك
كنت بالأمس في سطح داري في منتصف الليل حيث كان الهواء عليل يبعث على الانتعاش أردت طرد الهموم وكد نهار طويل , أرسلت بصري نحو السماء أراقب النجوم
قاطعه , هل كنت تنجم ؟
كف عن السخرية
هيا واصل ثرثرتك أصابني الغيظ ولكني كظمته وواصلت الحديث
كان هناك نجم يتحرك ببطء وكنت أتابعه باهتمام وأخمن ماذا عسى أن يكون هجمت على الحيرة وراحت الأسئلة تتوارد على فكري هل هو شهاب يتبع شيطان يسترق السمع أم أنه نيزك احترق في غلاف الأرض
أطلق ضحكة عليا تردد صدها في المقهى وقال إنك مازلت جاهلاً
غضبت هذه المرة وكدت أغادر المكان والتفت يمينا ً ويساراً فوجدت بعض الحاضرين قد سمروا أبصارهم نحونا والتي معها امتصت غضبي فتهت في نظراتهم المتعجبة إنما شاهدته يا صديقي سوى قمرا صناعياً غربيا يغطي وطننا العربي الكبير يسترق ويصور كل شي ليل ونهار قلت له بسخرية حتى أسنانك الذهبية يصورها قال وهو يضحك هذا عندما أكون مثلك أشخر في نومي في سطح داري وأنا مستلقي على ظهري وفمي مفتوح ولا استيقظ حتى تشرق الشمس التي يصارع نورها سحباً متقطعة أجدك تقول لها عندما تفتح عينيك أينما ستذهبين سيأتيني خراجك , دعك من ذلك
وقل لي ألا يوجد لنا قمر مثله
بلى ولكنه لا يرسل لنا إلا قنوات ( على الو حده ونص رقصنا ) وقنوات ترفيه العقول الخامدة والجامدة ( بالأمثال والأشعار والألغاز ) وقف فجأة ونظر إلى ساعته
بعد عشر دقائق سوف يبدأ برنامجي المفضل ( صنوف الطعام لحضرة النهام ) إلى اللقاء